لمَّا بلغَ سنَّ المدرسةِ
اقتربت أوائل شتنبر؛ موعد الدراسة،
وارتدى تلكَ البذلةَ السوداء ذات الخطوط العريضة، وبها جهة الصدر اسمُ علامة
تجارية عريقة، كانت سريدةً تناسب الصور الفوتوغرافية رغم بساطتها، وكانت من النوع
المتين الأنسب لبرد الشتاء. والذي أشعل فتيل بهجته لم يكن البذلة ولا الصور ولا
الاستعداد للالتحاق بالمدرسة، إنما كان وسيلة التنقل التي ستكون دراجة نارية من
النوع التقليدي ساش (Sachs)، تلك
الوسيلة المكلفةُ ملكيتُها، والمعقدةُ قيادتها؛ ولكن ذلك لا يهم الصغار مثله، كل
ما يهمهم أنها وسيلة تسمح بتأمل جوانب الطريق والاستمتاع بهواء الصباح بشكل مباشر،
ولكن سرعان ما تتحول المتعةُ تلك إلى خوف وقلق واضطراب بوصول الطريق المعبدة التي
ستحول السرعة بها نسمةَ الهواء تلك إلى إزعاج الرياح والخوف من السقوط. ولكنها
البراءة وضعف الكيان.