من التلميذة جميلة إ.

 

إلى الكاتب المبدع عبد السلام أبو

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

أنا جميلة إ. من منطقة تالوين بإقليم تارودانت. ولدتُ ودرستُ بين جبال هذه المنطقة المعروفة بكرم سكانها وطيبتهم. منطقة بعيدة عن شواهد الحضارة، لكن أهلها أقاموا حضارتهم بأنفسهم، وذلك بتراثها العالمي العريق، وثقافتها التي تميزها عن باقي المناطق، مما أضاف إليها قيمة تاريخية وثقافية، ومثال ذلك قصبة الباشا التهامي الكَلاوي التي تعد تراثا حضاريا في منطقة تالوين.

في كنف هذه المنطقة شُغفت بالقراءة والمطالعة، فقد رأيت جمال العالم بين أوراق الكتب، وكانت بداياتي في رحلة القراءة مع قصص صغيرة لا أتذكر عناوينها، وبعدها أحسست بروعة هذا العالم، فانتقلت إلى قراءة الكتب، وأول كتاب قرأته عنوانه "فن اللامبالاة" لمارك مانسون، وثاني كتاب هو "كن الشخص الذي يجعلك سعيدا" بترجمة إيناس سمير، ثم كتاب "ليطمئن قلبي" للكاتب أدهم الشرقاوي، وكتاب "لأنك الله" للكاتب علي بن جابر الفيفي. هذا جزء من الكتب التي بدأت بها مسيرتي القرائية.

أما بعد؛ فكتابك "شوكة شيهم" الذي تتحدث فيه عن سيرتك الذاتية ويومياتك في مسيرتك الدراسية، وتصف فيه الوصف الأدق الأساتذة الذي درسوك، أعجبني واستقيت منه العديد من الفوائد، ولعل أكثر شيء أثار انتباهي طرائفك المضحكة داخل الفصل الدراسي، مثلا عندما ذكرتَ التلميذة الغالية التي استولت على المقعد الأمامي الذي هو مقعدك، فحاولت إقناعها بتركه، فلما عجزتَ عن إقناعها جسلت خلفها، وانتقاما لفعلها المشاكس كتبت على وزرتها، وهذا الفعل أدى بك إلى توقيع التزام حتى يكون إنذارا لتجنب هذه الأفعال مرة أخرى. فبذكرك لهذه الطريفة أحييتَ شيئا كنت عشت مثله.

لمستني عبارة ذكرتها في يومياتك عندما كنتَ خارج المؤسسة، والكتب ترافقك، والتقيت بعضو يمثل جهة نواحي بلدتك، فرأى الكتب بيدك وقال لك: ألا تزال الكتب تصاحبك، فأجبته جوابا يليق بفكره: "ليس للعلم سن محدد يا رجل، لا أزال أصاحب الكتب وسأظل كذلك".

ألهمني جوابك. كما أن ذكرك اقتباسا يناسب حالتك عند اجتياز الامتحان الجهوي" كن صديقا للساقي شتاءً حتى تكسب وده صيفا"، راقتني هذا الكلام كثيرا، وقد زينت وحليت سيرتك الذاتية بأقوال شعرية أعجبتني، منها قول الشاعر:

إنَّ الغصونَ إذا قوَّمتها اعتدلتْ       ولن تلين إذا قوَّمْتَها الخُشُبُ

وهو بيت شعري يحمل معانٍ شتى. كما راودتني أسئلة عند قراءة سيرتك. منها: ما علاقة العنوان (شوكة شيهم) بمضمون السيرة ومحتواها؟ ماذا تعني شوكة شيهم؟ ولماذا اخترت أن تكتب السيرة بدل شيء آخر؟ وهل ستكتب الجزء الثاني ومتى؟ وهل سبق أن كتبتَ كتبا غير شوكة شيهم؟ إن فعلتَ، ما عناوينها؟

ختاما، قد ألهمتني وسرَّتني سيرتك الذاتية عندما قرأتها، فأنت كاتب "قدير" ورائع، وموهوب في عملك. أرجو لك مسيرة موفقة لنراك إن شاء الله من الكتاب العظماء، والأدباء البارزين على الصعيد العالمي.

 

حررت يوم: الخميس 28 دجنبر 2023.

تالوين- سوس العالمة. 

تربية وتكوين

 فاجعة زلزال الحوز- تارودانت (08 شتنبر 2023م). ليلة الفاجعة كما عشتها...   في مساء يوم الجمعة 22 صفر 1445 هـ/ 8 شتنبر 2023، في تمام الساعة ا...