تقرير فليكسنر

  الشر الذي مهَّد السبيلَ لاستحواذ النفط على الطب


انتقل الطبُّ من تمثيل ذلك التوازن الدقيق بين العلم والفن- والذي عبرتْ عنه أشكالٌ خاصةٌ عدةٌ وجسدتْ لامركزيته للانفتاح على التغيير وَفق ما يتطلبه التقدم- إلى نظامِ مرسومٍ أحادي المسار، جازمٍ مشترك لا يقبل الدحضَ. فكيف تأتى بلوغ ذلك؟ والأهم من ذلك، كيف ولِمَ تحولَ الطبُّ بشكل كبير من استخدام النباتات الطبية لمساعدة الجسم على الشفاء بشكل طبيعي إلى استهداف أعراض المرض فقط باستخدام المركبات الصناعية[1] الكيميائية- البتروكيماوية. ونعني باختصار، استعمال هذه العقاقير الصيدلية؟

للإجابة عن هذه الأسئلة المهمة، لا بد من الرجوع إلى ورقةٍ علمية نُشرت سنة 1910، ويتعلق الأمر بتقرير فليكسنر المعروف بـ Flexner Report، وهو التقرير الذي غير نهائيا مسارَ الطب الغربي لتحقيق كافة الأهداف والمقاصد. وقد ارتبطت بوادرُ هذا التقرير حين كُلِّفَ أبراهام فليكسنر[2] من لدن شركات كبرى ورابطة التسويق الأمريكية (AMA) لإجراء تقييم لخمس وخمسين ومائة (155) مدرسة طبية بربوع أمريكا الشمالية حيثُ قام الرجلُ بتقييم طرائق التدريس المختلفة في كل مدرسة لجمع المعلومات ومن ثمة وضعُ النظام الطبي الموحد لبلوغ نتائج مثمرة كما راهن على ذلك رؤساؤه في هذا العمل. 

قبل نشر تقرير فليكسنر، كان ما ينعته كثيرٌ من الناس اليوم بالطب “البديل”[3] مجردَ طب قديم. وقد استغل الأطباء الممارسون جملةً من الخيارات العلاجية مثل العلاج التجانسي/ التشاكلي[4] الذي تم تدريسه في كليات الطب في جميع أنحاء البلاد، كما كان طب النباتات يحظى بتقدير كبير داخل قاعات التعليم العالي، مضطلعا بدوره الخاص ضمن الاتحاد الفلسفي الواسع للتعليم الطبي.

احتل التعليم الطبي خلال القرنِ التاسعَ عشرَ المقامَ الأول في التدريس، وكان يدرَّسُ بإحدى الطرائق الثلاث الآتية:

·       برامج تدريب مهني من خلاله يقدم الممارسون المحليون التعليمات العملية الفردية لطلابهم.

·       المدارس ذات الملكية الخاصة، حيث يحاضر الأطباء مجموعاتٍ من الطلاب بكليات طب خاصة.

·       برامج تكوين بالجامعة، حيث يتلقى الطلاب تدريبا يشمل جانبا نظريا وآخرَ عمليا: التنظير الديدكتيكي بقاعات المحاضرة التابعة للجامعة، ثم التدريب العملي السريري بالمشفيات.  

 وبناءً عليه، اختلفت طبيعة التكوين في الطب قبل سنة 1910 بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية تبعا للمؤسسة، ونوع المدرسة التي يدرَّس بها. وكما كان الأمر مع معظم مؤسسات التعليم العالي آنذاك، اتخذ السعي وراء استجلاء الحقيقة بالبحث العلمي أشكالا خاصةً عدةً، وأدرك الناسُ ذلك بوصفه أمرا طبيعيا تماما. وثمة مدارسُ متعددةٌ للفكرِ وكافةِ مناهج الطب، ولكل منها نجاعته الحقيقية. وغدا الأمر في التعليم الطبي نموذجَ سوقٍ حرةٍ، وتمحورَ هذا النموذجُ حولَ الانفتاح وقَبول الأفكار الجديدة، لا تحت تحكم فئة قليلة وهيمنتها المركزية. وكانت السابقة الإيديولوجية للطب من الأنماط الفكرية التي رفضت بطبيعتها تقنياتِ إدارة الأمراض؛ تلك التقنياتِ التي يعتريها الفسادُ بسهولة والتي نراها كثيرا اليومَ. ولهذا السبب، ازدهر الطبُّ بوصفه فنَّ الشفاء ازدهارا رائعا خلال تلك الفترة.

طُرِحت تلك الأفكارُ التي قاومت بنجاح كبير ذلك الفحص الدقيق، في واجهةِ ما كان مقبولا بشكل عام على أنه العلم الطبي السليم. وفي واقع الأمر، يمكن تحقيق أعظم التطورات في الطب من قِبل أيِّ شخصٍ ذي عقل استقصائي مستطلع، مزودٍ بالوسائل والمتطلبات التي تقود إلى النجاح والتوفيق، وذلك من دون موانع بيروقراطية لا مسوغَ لها.

استفدتُ من صديقي العزيز روبيرت سكوت بيل Dr. Robert Scott Bell؛ دكتور في الطب التجانسي/ التشاكلي خلال مقابلة أجريت معه في سلسلة “البحث عن العلاج”[5] شيئا حولَ طبيعة الطب قبل تقرير فليكسنر، وهو ما أذهلني حقا. يقول: “قدمتْ مدارسُ الطب خلال أواخر القرنِ التاسعَ عشرَ وصدرِ القرن العشرين الشيءَ الكثيرَ المتباينَ؛ فثمة مدارس الطب التجانسي، وأخرى للطب الطبيعي، ومدارس انتقائية لطب النباتات... وغيرها، ولم تكن هناك طريقة وحيدة للتكوين في هذا المجال. كلُّ ما حدث أن مؤسسات “ركيفلر Rockefeller و“كارنيجي Carnegie” ركزتْ اهتمامَها لتؤسسَ مقاربةً موحدة باعتماد المعايرة. وبمعنى آخر، توحيد المنهج.”  

وسرعان ما هدمت تلك المعايرةُ أو ذاك المنهجُ الموحدُ النموذجَ اللامركزيَّ للتعليم الطبي، فتم إدراج مجمل الطب تحت طائلة هيمنة أقلية طبية وحيدة مركزيا، والخروج عنها ازدراءٌ ضمنيٌّ من منظورِ مؤسسيها وذوي النظرة إليها من خارج على السواء. لقد ولت أيامُ البحثِ العلمي الفعلي الحقيقي، وضُحي به لصالح النموذج القادم للطب السلطوي/ الاستبدادي، وقد كان تقرير فليكسنر أكبر عاملٍ مهَّدَ السبيل لذلك. 


الحيلةُ الطبيةُ الكبرى لإمبراطورية ركيفْلر النفطية[6]

قد يتساءل القارئ الآن عما ورد في هذا التقرير اللعين لفليكسنر، والذي هدم بقوة الطرائقَ المعمول بها قديما. ويتعلق الجواب أكثر بما لم يتم تضمينه فيه. وبشكل أوضح، الطرائق التي تلاعبت بها هذه الإغفالات بنجاح بالرأي العام من أجل تفنيد الطريقة القديمة للتعليم الطبي في أمريكا التي وُصفت بطريقة مخلخلة عقيمة في حاجة ماسة إلى الإصلاح.

إدراكا بأن الأمريكيين قد اندمجوا تماما مع فكرة التعليم الطبي بوصفه نموذجَ سوقٍ حرةٍ، أدركَ مسيرو كل من مجموعة ركيفلر ومجموعة كارنيجي بوصفها المؤسسات الكبرى الممولة والمدعمة للتقرير أنها لا تستطيع الخروج مباشرة لتقول إنها ترغب في معايرة الطب وَفق نظام موحد تحت سيطرتها. ومن أجل هذه الرغبة، كان على هؤلاء أن يكشفوا طريقةً لإقناع الرأي العام بأن التعليم الطبي في حاجة ماسة إلى الإصلاح.  وهو ما تأتى لهم بترويج فكرة مُفادها أن كلياتِ الطب ومدارسَه تنهب الناسَ من أجل مكاسبها الخاصة.

سلك عملُ العديدِ من مدارس الطب بالجامعات وكلياتها على السَّواء نهجًا قوامه أقسام تدريس تسعى للربح. وقبلت هذه المدارسُ تقريبا كلَّ من رغب في التعلم المؤدى عنه، وتباينَ المنهج الدراسي على نطاقٍ واسعٍ تبعا للمؤسسة التي يُدرَّس بها، فضلا عن المدرسين المشرفين على تنفيذ هذا المنهج. ولإقناع الناس بأن هذا النموذج مفتوح المصدر للتعليم الطبي يشكل إساءةً بطريقة ما للمجتمع، وجب تغيير شيء يشكل عمدةً. وبعد التمكن من تحقيق ذلك، يغدو ممكنا إلغاء النظام القديم ومن ثم الدخول في نظامٍ طبي معايَر (موحد)، متحكَّم فيه أيما تحكم؛ بحيث تسهل محاكاتُه، فيُعتمَد تدريسُه على نحو عام عالمي بكليات الطب جميعِها.

وعلى أنماط المدارس الثلاث التي أشرتُ إليها في معرض طرائق تدريس الطب قبل 1910 أن تنزاحَ إذا كان تنزيل رؤية ركيفلر لنظام التكوين الطبي الأكثر “معايرةً وعسرًا وتكلفا” ستتم على نطاق واسع على حدِّ تعبير واضع التقرير المذكور (أبراهام فليكسنر).  

كان بعض أشكال التعليم الطبي في ذلك الوقت بإقرار الجميع هراءً فعلا. ولكن ثمة خِطةً بعيدةً عن الأنظار راهنت على طمس العديد من الأشكال المشروعة للطب، التي من شأنها أن تنافسَ هذا النظامَ الجديدَ مما قاد بنجاح إلى تحويل الطب إلى صرف الحبوب الموصوفة طبيا بوصفها علاجاتٍ موحدةً معايَرةً لجملة متنوعة من التشخيصات الطبية المعمول بها. وقبل تقرير فليكسنر لم تكن هناك أيُّ صناعة صيدلية حقيقية في حد ذاتها، كما ليس ثمة سلطةٌ حاكمةٌ وحيدة تفرض نفسَها على مسار الطب. ولكن حصل التبدل بسرعة بعدما رأت صناعة النفط إمكانات الربح بطرح فكرتها الجديدة.

قال لي الدكتور بيل Bell: “بدأ مسيرو ركيفلر يكتشفون من خلال الكيمياء العضوية أنه بإمكانهم تغيير الجزيئات النفطية في شتى أنواع الأشياء. ومن ثم طوروها إلى عقاقيرَ خاضعةٍ للبراءات، أو جزئيات دوائية”. يضيف قائلا: “إنها صناعة مربحة للغاية، ولكي تلقى قَبولا لدى الجمهور -وهي بكل صراحة سُمٌّ على عسل- وجبَ على هؤلاء فرضُ هيمنتهم على نظام التعليم.” 

كُلِّفت نخبةٌ من الباحثين بإشراف أبراهام فليكسنر (وبدرجة أقل شقيقه سيمون Simon) بتطوير إطار جديد للطب في أمريكا الشمالية. وقد حفزتها مجموعتا ركيفلر وكارنيجي بتنسيق مع رابطة التسويق الأمريكية. وهذه النخبةُ المسلحة بعقولٍ لامعةٍ سهلةِ المراس استطاعت أن تغيرَ وحدها مسار التعليم الطبي بأمريكا الشمالية. وخلال النصف الثاني من القرنِ التاسعَ عشر، حفزت جهودُ رابطة التسويق الأمريكية من خلال ضغوطها على الحكومة تلكَ العلامةَ التجارية “الصارمة للتعليم الطبي التجريبي المهيكَل” ونعني مجموعة ركيفلر وآخرين ممن كانوا نصب أعين مسيري تلك الرابطة لما لهذه المجموعات من فضل وريادة في تقرير فليكسنر. وقد كان الأستاذُ فليكسنر نفسُه والنخبةُ التي أشرف عليها على السواء مجردَ بيادق تم تحريكها لربح الرهان وبلوغ اللعبة النهائية.

وبحكم الالتقاء والتضافر خلال صدرِ القرن العشرين، طورت المجموعة المسماة “حَلقة هوبكينزHopkins Circle صرحا كاملا جديدا للتعليم الطبي، وهو عملٌ حقق فعلا رهانَ رابطة التسويق الأمريكية ومجموعتي ركيفلر وكارنيجي. فحصل نجاحٌ كبير لمجموعة  [7]Big boys وفي المقابل خسارةٌ جسيمة للأمريكيين، ناهيك عن مدارس الطب المختلفة التي توقفت تماما عن العمل. وهذا ما أعلن عنه محررو مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) سنة 1901 حول أهدافهم بشأن التعليم الطبي: “من المأمول أنه مع ازدياد تطبيق النماذج المعيارية على نحو عام، سيقل عددها قريبا على نحو وافٍ، والأنسب منها وحده الأجدر بالبقاء”. 

نظر هؤلاء الداعمون إلى الأمرِ نظرة إيجابية؛ ذلك أن من شأن جهودهم أن تقود إلى تضييق كبير في ميدان التنافس عندما يتعلق الأمر بالتعليم الطبي. والواقع أن طمسَ الفلسفات الطبية كان هو الغاية الكبرى منذ البداية، وهو ما سيسمح في وقت لاحق لمؤسسات كبرى بأن تخسف بالطب، وعلى رأسها كلية الطب[8] بجامعة جونز هوبكينز Johns Hopkins التي تُعد اليومَ من منظور كثيرين المعيارَ الذهبي والمؤسسةَ المثال للتعليم الطبي القائم على أسس علمية.

يقول الدكتور بيل: “ستتمكن هذه المصالح من الهيمنة على نظام التعليم، ونشوء احتكار طبي بالتركيز أساسا على طمس كل المنافسات ومن ثم الترخيص للتعليم الطبي البتروكيميائي.” وأردف قائلا: “ذلك كان تقرير 1910 المعروف بتقرير فليكسنر. والذي كُلف بإنجازه الباحث أبراهام فليكسنر مع أخيه سيمون، وقد كان تقريرا مفَوَّضًا مدروسًا مسبقا.”

مَثَّل فليكسنر -بوصفه باحثا جالبا الحظَّ- هذه الحركةَ الجديدةَ لتأسيس الطب الـمُمَركَز.[9] وبفضل تلك المساعدة المالية التي قدمها أخوه الأكبر سيمون؛ هذا الصيدلي الذي عمل رئيسا سابقا بمعهد ركيفلر، فضلًا عن مساعدة جون دافيسون ركيفلر نفسِه، استطاع فليكسنر أن يمضي أكثرَ من سنة ونصف في السفر حول العالم مدونا ومناقشا ما يجب تغييره لتحقيق رهان العصبة المسيرة. ففي أوروبا ظفِرَ الباحثُ بكنز من المعارف العميقة حول طريقة صياغة نموذج التعليم ببلدانها، وهو ما جمعه في بحث ميداني سماه “الكلية الأمريكية”، وهو عمل سرعان ما لفت انتباه هنري سميث بريتشيت Henry S. Pritchett؛ رئيس مجموعة كارنيجي.            

قرأ هنري س. بريتشيت الكتابَ المذكورَ وكشف أنه إنجازٌ من العيار الثقيل، حيث يتماشى ونظرة مجموعته (كارنيجي) لإصلاح التعليم، الشيء الذي جعله يدعو مؤلِّف العمل (أي فليكسنر) لتقييم المشهد الطبي في كافة ربوع أمريكا الشمالية ومن ثم تطوير دراسته. وعلى الرُّغم أن خبرة فليكسنر بعيدةٌ كل البعد عن مجال الطب إلا أنه مدرسٌ بارز، وذو درايةً كبرى بمجال التعليم بحكم تجربته السابقة في الميدان، وهو الدافع الرئيس وراء انتخابه لتلك المهام من لدن هنري بريتشيت. وفي هذا الصدد يقول الدكتور توماس دوفي Thomas P. Duffy (دكتور في الطب): “وحيث إنهم نظروا إلى مشكلة التعليم الطبي على أنها مشكلة تربوية، اعتقدوا أن المدرسَ المحترفَ البارعَ مؤهَّل على وجه أفضل لمعالجة هذا البعد من المشكلة.”[10]

ومن أبرز ما يثير اهتمامَ أولئك الذين يحاولون هدمَ النموذج التعليمي الكلاسيكي أنَّ عملَ عددٍ هائلٍ من كليات الطب لا يعدو أن يكون أفضلَ الممارسات البُدائية في الطب. وهو القلقُ نفسُه الذي عبرتْ عنه رابطة التسويق الأمريكية من خلال دعايةٍ قامت بها لاستمالة الرأي العام. ويرى مساعدو الأستاذ فليكسنر وحُماتُه أن تسجيل الطلاب بكليات تعتمد هذه البرامج الطبية المتدنية عامل وراءَ قلةِ عدد الأطباء المؤهلين والأكفاء، وبناءً عليه انتكاس المهنة.    

ويصف الدكتور توماس دوفي في مقالٍ له حول دورَ فليكسنر بوصفه وكيلَ تغيير بقوله: “يمكن أن نصف مهمةَ فليكسنر وصفا غيرَ مغرٍ وليس بالضرورة أنه غير دقيق؛ ذلك أن الرجلَ كان حاقدا ليهدمَ النظام الطبي للمدارس الطبية المتدنية التي كانت تغمر البلاد بأطباء ذوي مستوى تدريب ضعيف.”

ثمة عاملٌ رئيسٌ لموقف فليكسنر الفلسفي من التعليم الطبي هو ميله الجديد إلى النموذج الألماني، الذي كشفه خلال رحلاته ودراساته بالخارج، وهو نموذج يتطلب خضوعَ طلابِ الطب الناشئين جميعِهم لتدريب علمي دقيق بمسارح مخبرية قبل أن تطأ أقدامُهم المشفياتِ الجامعيةَ للتداريب والاختبارات السريرية. وهو نظام معمول به فعلا بكلية جونز هوبكينز المذكورة آنفا، ولذلك كان ترويجُه هينا يسيرًا إن لم يكن ثمة سبب آخر غير سابقة بسيطة. ولكن انحيازَ فليكسنر وميلَه إلى العلم بوصفه “القوة الدينامية في حياة الطبيب”، وتبعا لهذا الانحياز، ذاع صيت ما يزعمه فليكسنر بما فيها تنزيل منهجه الجديد للتعليم الطبي بأمريكا، وهو ما ساعد على تحويله من فن إلى إجراء يغيب فيه التمثل.

والواقع أن ما حققه فليكسنر يعود إلى نظام توحيد العلم والطب ضمن أنموذج/براديم تعليمي اقتبسه من ألمانيا، وهو ما سارت على نهجه وروجت له مجموعات هي كارنيجي، وركيفلر، ورابطة التسويق الأمريكية، وغيرهم من وسطاء سلطويين ممن له نفوذٌ وتأثيرٌ اليومَ، فكانت النتيجةُ تغيير مسار الطب بنجاح بين عشية وضحاها.



[1] . نسبة إلى الصناعة، أي كل ما كان مصنوعا لا طبيعيا (عقار صناعي/ عطر صناعي/ إلخ...) أما الاصطناعي فيراد بها ما كان مبالغا في صناعته (ذكاء اصطناعي/ قمر اصطناعي/... إلخ).

[2]. أبراهام فليكسنر (1866 1959): أستاذ أمريكي. يُعد من كبار المدرسين بأمريكا خلال القرن العشرين. له تقرير يُعرف بتقرير فليكسنر، وكان هذا التقرير أكبر عامل مهَّدَ السبيل في بروز نموذج سلطوي استبدادي في الطب.

[3]. تعد العلاقة بين الترجمان والمؤلف علاقة وثيقة جدا. ومن أجل بقائها كذلك، على الأول أن يحرص كل الحرص على نقل الخطاب في اللغة المصدر كما أراده الثاني. ونجد هذه اللفظة في النص الأصل واردةً بين مزدوجتين للدلالة على موقف ما للكاتب. ونقول -وقد يخالفنا غيرُه الرأيَ- إن صفة “بديل” صفة في حاجة ماسة إلى إعادة النظر؛ إذ الطب الطبيعي أصيل، وكما رأينا مع بقراط، فالطب القديم عمدةُ الطب وأساسُه. ومنه لا تناسب صفة “بديل” الأصل في الطب وفي غيره من المجالات العلمية. أضف إلى ذلك أن البديل لا يلجأ إليه إلا عند عجز الشيء الموجود عن تحقيق المراد، سواء في المجال الطبي أم في غيره. وهنا مكمن الخلل؛ فمن غير المنطقي أن يوصف الطب الأصيل بالبديل وعليه بُنيَتْ قواعدُ الطب!

[4]. هو نظام علاجي وأسلوب من أساليب  الطب الأصيل، يطلق عليه في الطب الغربي (Homeopathy ويستند إلى المبادئ التي صاغها صامويل هانيمان سنة 1796. ويعتمد هذا العلاج ناموسَ (قانون) أبي الطب بقراط، والذي ينص على العلاج بالمِثل (العلاج على النحو ذاته)، ومنه سمي بالعلاج التجانسي أو التشاكلي. ويقوم المبدأ الرئيس لهذا العلاج على إعطاء المريض كميات قليلة جداً من المكوّنات التي تسببت أعراض مرضه، بعد مرورها بعملية تخفيف بهدف إزالة المادة الضارة منها والإبقاء على الجزء المفيد. ومثال ذلك أنه يمكن استخدام مزيج من سموم النحل لعلاج التورّم والحكة، علمًا بأن لسعة النحلة تسبب التورم والحكة (علاج العلة بمسبب أعراضها).  

[5] . هو الفيلم الوثائقي الرائد لطاي بولينجر. ويمثل مرآةً تعكس بشكل فني سبل استقصاء الكاتب سبل العلاج بعقل يهوى الاستطلاع. ويمكن ترجمة لفظة (Cures) بالشفاء بدل العلاج، ومرد ذلك ليسَ كلُّ علاجٍ شفاءً ولكن كلَّ شفاءٍ علاجٌ. وبمعنى آخر، قد يستفيد المرء المصابُ بعلة ما من حصص علاج عدة دون حصول الشفاء. ولذلك نفهم أن اللفظة المناسبة لعنوان سلسلة فيلم الكاتب هي الشفاء لا العلاج.     

[6]. هي مجموعة Standard Oil  التي تم تأسيسها سنة 1870 على يد جون دافيسون ركفلر John Davison Rockefeller. ويلاحظ من خلال اسم الشركة أنه أنسب لما يراهن عليه المنهج الطبي الحديث (اعتماد مقاربةٍ طبيةٍ موحدة باعتماد المعايرةStandard  أو توحيد المنهج في الطب كما أشرنا آنفا). 

[7] . هي مجموعة موسيقية ماجنة بولاية تِكساسTexas  الأمريكية. وتعد رائدة لموسيقى البانك الغريبة.

[8]. هي كلية لتدريس الطب في الولايات المتحدة الأمريكية. تم تأسيسها سنة 1893، وتقع في مدينة بالتيمورBaltimore  بولاية ماريلاند Maryland الأمريكية.  

[9]. الموضوع تحت السلطة المركزية للمجموعات التجارية المهيمنة خلال عصرها. 

[10]. من ورقة له سنة 2011 بعنوان: “تقرير فليكسنر بعد مائة سنة”.






 

المقاهي والثقافة

 

   

شاع لدى الكثيرين بمن فيهم النخبة المثقفة أن لارتياد المقاهي دوره في الثقافة والانفتاح والتأثير في المجتمع إيجابا، ولكنها فكرة يمكن القول عنها إنها من صنع محبي هذه المقاهي أنفسهم، لأن المثقف الحقيقي من منظورنا يؤثر في مجتمعه التأثير الإيجابي بصرف النظر عن الأماكن التي يرتادها. ولعل من مسوغات مَن يؤمن بهذه الفكرة إيمانا أعمى أن قهوة المقاهي غير قهوة فضاءات غيرها.

وحتى لا أزكي نفسي وأقول إني أفضل ممن يرتاد المقاهي وأفضل ممن يكتب ويكفر، أصف قهوتي الشخصية التي أراها مشروبا ثانويا لا عمدة في حياتي. هذا المشروب الذي أحتسي منه بعض الجرعات بعد القيلولة في غير رمضان، وبعد الإفطار في رمضان، ولكن هذه الجرعات يستغرق مني تحضيرها ما يزيد عن نصف ساعة، ومرد ذلك أن البن المستعمل في تحضير قهوتي ليس البن المسحوق المعلب الذي يعتقد البعض أنه يحفز التركيز أو يخلق عجب العجاب، وليس هو الحَب الذي يقتنى عند بعض العطارين الذين يوهمون زبناءهم بأنه البن المثالي، ويسحق مع بعض الأعشاب لحصول نكهة وأريج لطمس بهرجته.

إن البن الذي أعشقه أخضر طبيعي، أقوم بتحميصه على نار وفي إناء خزفي، وحين يحمص يترك حتى يبرد، ومن ثم يسحق، ويغربل، ويوضع على نار هادئة فوق إناء خاص بتحضير القهوة، وحينها يصفى، ويحتسى. وهكذا نحصل مشروبنا متى شئتنا، ومن ثم نقول إننا احتسينا القهوة. ولا نربطه بقوة التركيز أو الأرق قصد الاطلاع أو الإتيان بما لا طاقة لنا به كما يحجو كثيرون. إنما نحتسيه لتسهيل الهضم وتنشيط الجسم.

وفي هذا الصدد، نعتقد ولا نظن أن لا صلة للمقاهي بالثقافة، كما لا علاقة بين القبعات الأسطوانية والنظارات الزائدة بالعقول النيرة. إنما أوردنا هذا الطرح لتصحيح أفكار مرسخة لدى فئات مختلفة في وقتنا الراهن، مُفادها أن لا فضاء يحلو فيه الفكر سوى المقهى، وأن من ارتدى القبعة الأسطوانية وجالس الصحاب بالمقهى مفكر بارز، بز غيره من الأنام، وقس على هذا.

اعلم -حفظك الله- أن الأقدمين ألفوا كتبا وصنفوا في علوم شتى في زمن سحيق جدا، ولا تزال هذه المؤلفات حيةً إلى يومنا هذا، ولم تؤلف بالمقاهي إبان تأليفها، إنما ألفت في مكاتب بسيطة، ومن لدن أعلام ألباء، ذاقوا مرارة البؤس والشقاء من غياب اللوازم، وسوء الأحوال، وغياب الاستقرار. ولكن اتسموا بغزارة الاطلاع، وبسداد الرأي، وبالاعتكاف، وحب العمل، والأناة.

وإذا نظرنا إلى المقاهي اليوم بعين متبصرة -إن كانت للقراء آذان مصغية طبعا- وجدناها فضاءات للتشويش لا التأليف، وفضاءات للإزعاج لا الإنتاج، وما يصاحب ذلك من دخان سجائر فئات أخرى، منهم “المثقفون” أنفسُهم، ومنهم دون ذلك. دون أن ننسى سموم المشروبات التي تقدم بهذه الفضاءات ويظن شاربوها أنها بلسم يحيي العظام وهي رميم.


 


البنائية بوصفها مقاربة شمولية تعليمية- تعلمية


تقديم

على خلاف ما كان سائدا في السابق، نجد النظريات الحديثة تقول إن التعليم الحقيقي لن يتم بناءً على ما سمعه المتعلم حتى لو حفظه وكرره أمام المدرس، بل تؤكد هذه النظريات - ومنها البنائية- أن الشخص يبني معلوماته داخليا، متأثرا بالبيئة المحيطة به، والمجتمع، واللغة. وأن لكل متعلم طريقةً وخصوصيةً في فهم المعلومة وليس بالضرورة أن تكون كما يريد المدرس. ومنه فانهماكُ المدرس في إرسال المعلومات للمتعلم، وتأكيدِها وتكريرِها لن يكون مجديا في بناء المعلومة كما يريدها في عقل المتعلمين.

وعلى الرُّغم من قِدَم فكرة النظرية البنائية، إلا أنها اكتسبت اهتماما كبيرا في السنوات الأخيرة؛ إذ يمكن ملاحظة الاتجاهات نحوها من خلال أعمال فلاسفة أمثال سقراط، وأفلاطون، وأرسطو الذين تحدثوا جميعُهم عن تكوين المعرفة. أما سانت أوغستين فيقول: "يجب الاعتماد على الخبرات الحسية عندما يبحث الناس عن الحقيقة".

صحيح أن الفلسفة الرئيسة تنسب إلى جون بياجيه Jean PIAGET  (1896- 1980) إلا أن بستالوزي (1746- 1827) قد أتى بنتائجَ مشابهةٍ قبل أكثر من قرن على ذلك؛ حيث أكد الرجل ضرورة اعتماد الطرائق التربوية على التطور الطبيعي للطفل، وعلى مشاعره، وأحاسيسه، وبذلك يؤكد بستالوزي  أهمية الحواس بوصفها أدواتٍ للتعلم، ونادى بربط مناهج التعليم بخبرات الأطفال التي تتوافق وحياتهم في بيوتهم وبيئاتهم

هكذا إذًا نستطيع أن نقول إن البنائية نظرية في المعرفة منذ زمن سحيق، وليس غريبا رؤية هذا التكرير من فلاسفة ومنظرين كثيرين عبر التاريخ، ويبقى جون بياجيه المنظرَ الحديثَ الوحيد الذي حاول تركيب هذا الأفكار المتعددة في نظرية متكاملة وشاملة شكلت في ما بعدُ الأسس الحديثة لعلم نفس النمو، حيث قام بتوحيد الفلسفة، وعلم النفس لتوجيه انتباه الناس إلى الاهتمام بالتفكير والذكاء لدى الأطفال، وفتح الطريق إلى نظرة حديثة في التربية وعلم النفس. فما الذي يجعل البنائية مقاربة شمولية تعليمية- تعلمية؟ 

للإجابة عن هذا السؤال، وقفنا بمقال ل جانيت جييسن Janet GIESEN بعنوان:   Constractivism : A holistic Approach to Teaching and learning  من جامعة شمال إلينوي – كلية التنمية ومركز المخطط التعليمي – الولايات المتحدة الأمريكية.

يضم هذا المقال أربعة محاور: طرقنا في الأول دورة التعلم. وفي الثاني البنائية من خلال مفاهيم رئيسة ثلاثة هي النظرية التعلمية، والإجراء، واستراتيجية التعلم. وخصصنا المحور الثالث للتطبيقات الصفية. والرابع لأدوار كل من المدرس والمتعلم. فـخلاصة عامة.

أولا: دورة التعلم[1]

تحيلنا هذه الدورة على المتعلم، لأنها دورة بناء التعلم، وتضم خمسة عناصر أساسية هي: التقييم، والإشراك، والاستكشاف، والشرح\ التفسير، والتعزيز. ويعتبر التقييم بؤرتها. ونوضحها في الترسيمة الآتية:

 

ثانيا: البنائية: تحديد المفهوم

مفهوم البنائية

تقر البنائية بأن الناس يبنون فهمَهم الخاص، ومعرفتَهم من خلال تجربة أشياءَ عدةٍ، وتأملِهم وتفكيرهم في تجاربهم.[2] 

 

البنائية  بوصفها نظريةً تعلمية[3]

يمكن القول إن البنائية نظرية تعلمية لأن:

·       التعلم إجراء فعال.

·       تبنى المعرفة وتتشكل عن طريق التجربة (المعرفة وليدة التجربة).

·       التعليم إدراك\ تفسير شخصي للعالَم.

·       تؤكد حلَّ المشاكل وإدراكَها.

·       توظف الأدوار، والتجارب، والمواقع، والتقييمات بشكل حقيقي.

·       تقدم المحتوى بشكل كلي وليس في أجزاءَ صغيرةٍ منفصلةٍ.

البنائية  بوصفها إجراءً تعليميا[4]

كما يمكن القول إن البنائية إجراءٌ تعلمي؛ ذلك أن:

-       تكييف المنهج الدراسي لمعالجة فرضيات المتعلمين.

-       دعم ومساندة بلوغ الأهداف والكفايات لدى المتعلمين.

-       طرح مسائل وقضايا ذات أهمية للمتعلمين.

-       الحث على التدريب عمليا على تجارب العالَم الحقيقي.

-       البحث عن وجهات نزر المتعلمين وتقييمها.

-       السياق الاجتماعي للمحتوى (المضمون).

-       تقديم طرائق عدة للتمثلات\ المنظورات حول المحتوى.[5]

-       خلق مفهوم جديد عن طريق التعليم، والتكافؤ، وتقديم اقتراحات.

-       من الضروري أن يكون الاختبار وظيفيا لا نشاطا مستقلا.

-       اعتبار الأخطاء استراتيجيات لتنمية فهوم المتعلمين، وتغيير أفكارهم.

 

البنائية  بوصفها إجراءً تعلميا[6]

ليست  البنائية إجراءً تعليميا فحسب، ولكنها إجراء تعلمي كذلك؛  لأنها تقوم على ما يأتي:

·       المساعدة على تطوير التقييمات والأهداف الخاصة.

·       خلق فهوم جديدة عن طريق التعلمات، والتكافؤ، والمقترحات.

·       توجيه التعلمات ومراقبتها (تأمل مدى تحقيق التعلم).

·       جماعة القسم المكونة من أعضاء متعلمين.

·       تعاون المتعلمين في ما بينهم، ومساندة بعضهم بعضا.

·       التعلم عملية تمثل تجربةً اجتماعيةً\ إدراك منظورات متباينة وتقييمها.

·       تعبير المتعلم وامتلاكه نصيبا في الإجراء التعلمي.

 

لتوضيح المبادئ المشار إليها أعلاه، تقدم البنائية فروقا جوهرية بين الفصل الدراسي التقليدي والفصل الدراسي البنائي. ونوضح هذا الفروق في الجدول الآتي:


الفصل الدراسي التقليدي

الفصل الدراسي البنائي

-       الانطلاق من الجزء إلى الكل، وإثبات المهارات الأساسية.

-       صرامة المنهج وثباتُه.

-       الكتب المدرسية والكراسات.

-       تلقين الرأس الفارغة وتزويدها بالمعارف (مدرس مزود ومتعلم مستقبل).

-       افتراض المدرس أدوارا آمرة ومباشرة.

-       التقييم عن طريق الاختبار\ الإجابات الصحيحة.

 

-       المعرفة الجامدة.

-       عمل المتعلمين الفردي.

-       الانطلاق من الكل لتوسيع الأجزاء.

-       الاهتمام بقضايا المتعلمين واهتماماتهم.

-       المصادر الأولية\ المواد الموظَّفة.

-       اعتبار التعلم تفاعلا يُبنى من خلال معرفة المتعلمين مسبقا.

-       تفاعل المدرس في علاقته التعاقدية داخل جماعة الفصل.

-       التقييم عن طريق أعمال المتعلم، وملاحظاته، ووجهات نظره، واعتماد الكيف لا الكم في التعلم.

-        المعرفة الدينامية\ تبادل الخبرات والتجارب.

-       عمل المتعلمين الجماعي.

 

البنائية  بوصفها استراتيجيةً تعليميةً[7]

المتأمل في المبادئ المذكورة أعلاه، وما ورد من سمات الفصل الدراسي البنائي في الجدول، يتضح له أن البنائية استراتيجية تعليمية. ولتوضيح ذلك، فإنها تقوم على ما يأتي:

·       الاشتغال على التعاون بين المدرسين والمتعلمين داخل جماعة القسم.

·       التكييف وَفق أهداف ومتطلبات المتعلمين كل على حدة.

·       معالم وسمات فعالة، وتعلمات حقيقية، وتحدٍّ، وتعدد الجوانب .

·       مساندة المتعلمين في ما يأتي:

o      رصد الاهتمامات والأهداف الخاصة.

o      توظيف المتعلم قدراته وتطويرها.

o      جعل المعرفة والخبرات والتجارب أساسا للبناء.

o      التعلم الدؤوب مدى الحياة.

·       مساعدة المدرس وتحفيزه على تزويد المتعلمين جميعِهم بما يأتي:

o      نمط التعلم المفضل.

o      نسبة التعلم.

o      التفاعلات الشخصية مع باقي المتعلمين.

  البنائية  عمليا داخل الفصل الدراسي[8]

يتمثل الجانب العملي للمقاربة البنائية داخل الفصل الدراسي في ما يأتي:

·       الوقوف بالمشاكل المرتبطة بالمتعلمين.

·       بَنيَنةُ التعلم حول المفاهيم الرئيسة.

·       إدراك أن وجهات نظر المتعلمين بمثابة نوافذ تفكيرهم.

·       تكييف التدريس وربطُه بافتراضات المتعلمين، وتنميةُ مستواهم.

·       تقييم بناء التعلم في سياق المقاربة.

 

تطبيق البنائية إلكترونيا[9]

يمكن تطبيق البنائية إلكترونيا من خلال:

-        الفردية والاختيار في الأدوار العملية، ونعني ما تم التعاقد عليه.

-       الأدوار الوظيفية من خلال وظائف شبكة الإنترنيت في إنشاء المواقع الإلكترونية، والخرائط الرقمية...

-       توظيف مقاطع فيديو إلكترونيا بدل بعض المحارين\ المدرسين.

-       تعويض الاختبارات بتقارير حول قضايا، وبحوث وعروض على الموارد الرقمية.

-       اعتماد السبورة وسيلةً ديدكتيكيةً فعالة في العمل الجماعي والعمل المزدوَج.   

البيئة التعليمية المتمحورة حول المتعلم والمهيمَن عليها من لدن المدرس

لإبراز هذه البيئة أو هذا المناخ، ترصد البنائية أدوار كل من المتعلم والمدرس في العملية التعليمية-التعلمية، ونوضحها وفق الجدول الآتي:

المدرس

المتعلم

-       مسير المعرفة.

-       مشارك المتعلم ومساعده.

-       مطور الأداء.

-       متأمل لأدائه.

-       مسير مكتشف.

-       متعاقد معرفيا.

-       عضو من جماعة.

-       مستقبل المعلومات.

-       مسير أو موجه.

-       متعلم متكيف.

-       متعاون\ مشارك.

-       مشارك في تطوير الأهداف والكفايات.

-       باحث عن المعرفة.

-       ناشئ لها.

-       متعلم متأمل.

-       التعليم وليد الاكتشاف.

-       تعاقد معرفي.

-       عضو من جماعة.

-       نشيط ومسؤول.

-       التعلم التوسطي الخاص.

 

خلاصة تركيبية

تعتمد البنائية مبدأ الانطلاق من العملية التعليمية وصولا إلى العملية التعلمية. ومنه فإنها تقوم بفردنة تجارب المتعلمين التعلمية وتسييقها، وتساعدهم على تطوير الإجراءات، والمهارات، والمواقف. كما أنها تأخذ بعين الاعتبار طرائقَ التعلم وأساليبَه لدى المتعلمين، وتركز على بناء المعرفة لا على إنتاجها، كما تنص على تحقيق الكفايات، والتفكير القائم على حل المشكلات، وتتطلب تفاوض المعنى (التعاقد) كما تتطلب التعبير عن المعرفة السابقة والمعرفة الجديدة، وتعزز المتعلمين وتوجههم بصرف النظر عن المحتوى المقدَّم بهم.[10]

 

 

 

هوامش



[1] .  تحيلنا هذه الدورة خماسية العناصر على المتعلم وإشراكه في بناء التعلمات.                                                                                                                                                                                

[2] . Thirteen Ed Online (2004)

[3] . Christie (2005) ; Kruse (n.d)

[4] . Christie (2005) ; Honebein (1996)

[5] . Ibid

[6] . Grenoon Brooks & Brooks, 1999.

[7] .إحالة على المدرس، راجع: Christie (2005) .

[8] . Thirteen Ed Online, 2004 .

[9] .http://www.keele.ac.uk/depts./aa/landt/lt/talwt/materials/examplesofconstructivism.pdf

[10] . للتوسع، راجع: Christie (2005); Clarkson & Brook (n.d); Murphy Citing Jonassen, 1994

 

 

مراجع

-          Christie, A. (2005). Constructivism and its implications for educators. http://alicechristie.com/edtech/learning/constructivism/index.htm

 

-          Clarkson, B., & Brook, C. (n.d.). I can’t understand why I didn’t pass: Scaffolding student activities. http://www.ascilite.org.au/conferences/perth04/procs/pdf/clarkson.pdf

 

-          Grabowski, B. (2004). Generative learning contributions to the design of instruction and learning. In D. H. Jonassen (Ed.), Handbook of research on educational communications and technology(3rded.), pp. 719-743. Mahwah, NJ: Lawrence Erlbaum Associates, Publishers.

 

-          Grennon Brooks, J., & Brooks, M. G. (1999). In search of understanding: The case for constructivist classrooms. Alexandria, VA: Association for Supervision and Curriculum Development.

 

-          Honebein, Peter. C. (1996). Seven goals for the design of constructivist learning environments. In Wilson, Brent. G. (Ed.). (1996) Constructivist learning environments: case studies in instructional design. Educational Technology Publications Englewood Cliffs, New Jersey

 

-          Lorsbach, A. (n.d.). The learning cycle as a tool for planning science instruction. http://www.coe.ilstu.edu/scienceed/lorsbach/257lrcy.htm

 

-          Murphy, E. (1997). Thirteen Ed Online (2004). Constructivism as a paradigm for teaching and learning. http://www.thirteen.org/edonline/concept2class/constructivism/index.html

 

 

روابط إلكترونية هادفة

-          Constructivist Checklist (How constructivist concepts might be operationalized in an instructional setting)http://www.cdli.ca/~elmurphy/emurphy/cle4.html

 

-          Data Analysis and Probability (simulations)http://nlvm.usu.edu/en/nav/category_g_4_t_5.html

 

-          Virtual Frog Dissection (simulation)http://froggy.lbl.gov/cgi‐bin/dissect

 



تربية وتكوين

 فاجعة زلزال الحوز- تارودانت (08 شتنبر 2023م). ليلة الفاجعة كما عشتها...   في مساء يوم الجمعة 22 صفر 1445 هـ/ 8 شتنبر 2023، في تمام الساعة ا...